أولويات الكلدان في هذه المرحلة من التاريخ

Activity Forums أولويات الكلدان في هذه المرحلة من التاريخ

  • This topic is empty.
Viewing 1 post (of 1 total)
  • Author
    Posts
  • #593
    Youhana Bidaweed
    Keymaster

     

    أولويات الكلدان في هذه المرحلة من التاريخ

    بقلم يوحنا بيداويد

    https://youhanabidaweed.com/

    8/8/2021

     

    بعد ظهور العولمة وانتشار تطبيقاتها في الحياة الاجتماعية، وبعد عودة الذات الجماعية الى اعماقها واكتشافها الخطر المحدق بها بسبب خطر التماهي والضياع الذي سيشل قدرتها للدفاع عن حقوقها او وجودها بين الشعوب والامم ،عاد المثقفون والسياسيون ورجال الكنيسة من ابناء الامة الكلدانية  لتقيم وضعهم.

     

    كمجتمع متجذر ذو بعد حضاري وتاريخي يفوق غيره من الامم والشعوب، وكمجتمع اتكل على ديانته المسيحية منذ الفي سنة والتي ساعدت على حمايته من الضياع،  وحماية بعض من ارثه الانساني ولغته التي حمت هويته، بدا الكلدان حديثا بالعودة على مسرح التاريخ كمجتمع مدني بعدما كانوا لحد قبل قرن معتمدين على المؤسسة الروحية (الكنيسة) كليا في ادارة شؤونهم الدينية والدنيوية.

     

    عاد الكلدان الى الساحة السياسة والاهتمام بتسميتهم القومية، الى حب التاريخ وامجاده و الافتخار به، الى تقديس لغتهم وابجديتها كغيرهم من الامم والشعوب الحية. عاد الكلدان الى وعيهم للاهتمام بحضارتهم وكنيستهم وتراثهم وعاداتهم بعدما دق ناقوس خطر الضياع او الانصهار بين الامم والشعوب التي يعيشون بينها بسبب الظروف القاهرة التي فرضت على وطنهم، وادي الرافدين(بيث نهرين).

    عاد الكلدان على امل ان لا تفوتهم الفرصة الاخيرة في حماية كيانهم من حيث الايمان والهوية الانسانية(القومية)، لان كلاهما من اهم اسباب الاستقرار والاستمرار لدى كل الشعوب والأمم.

     

    هنا نضع بعض اهم الاولويات امام الانا الجماعية للكلدان(اي الشعب الكلداني كمجموعة بشرية واحدة)، لعلها تفيد او تقينا من الانجراف وراء تيارات العولمة الحديثة، التي تحاول ان تقضي على ذاكرة الشعوب من خلال توحيدهم او سحقهم في نظام اقتصادي جديد، لا احد يعرف أساسه ولا يفهم مبادئه ولا حتى من يقوده!!  وهي كالتالي:

     

    اولا- حماية الارث الروحي

    اقصد بالارث الروحي الايمان او العقيدة المسيحية، بلا شك هي من اقوى الاواصر التي تربط مجتمعنا الكلداني حاليا، كم قلنا مرات عديدة حينما دخل اجدادنا في المسيحية خلعوا كل شيء وثني منهم، بل تنازلوا عن ارثهم الحضاري في حينها، فاليوم نحن الكلدان اصبحنا متشتتين بين الوطن والمهجر يجب ان نبقى صادقين في ايماننا، لاننا تعودنا ان نرى الانسان المؤمن  مستقيم  في حياته، صريح مع ذاته ويندم على زلاته او اخطائه ويوقفه من القيام بالجرائم مثل القتل والسرقة والزنى وغيرها.

    ثانيا- حماية الارث الحضاري الانساني

    كما هو معلوم الكلدان الجدد هم احفاد البابليين القدماء، الذين توحدت كل الادارات والامبراطوريات التي ظهرت في وادي الرافدين من السومريين والاكديين والاموريين والاشوريين والاراميين تحت سلطة عاصمتهم بابل التي لا زالت تعد  احدى اعظم المدن التاريخية في الحضارات القديمة. حتى العبرانيين اكتسبوا الكثير من حضارتهم حين تم سبيهم الى وادي الرافدين في زمن ملكهم نبوخذ نصر 600 قبل الميلاد، حيث اعادوا النظر في ارثهم الروحي.

    هذه الحضارة التي تركت بصماتها على الحضارة الانسانية قرابة سبعة الاف سنة او اكثر ولازالت تطبيقات انجازاتها وابداعتها او اختراعتها هي  من المبادئ الاساسية في الحضارة الانسانية الحالية، ولن ياتي يوما تستطيع المعرفة الانسانية التخلي عنها؛ لذا حماية هذا الارث هي من مسؤولية الجيل الحاضر.

     

    ثالثا- الحفاط على التواصل

    هذه مهمة كبيرة وعسيرة لكنها مصيرية، بدون وجود تواصل بين ابناء الشعب الكلداني المنتشر حول العالم لن يبقى له وجود. حقيقة قليل من الكتاب والمفكرين ورجال الكنيسة يفكرون بهذا الامر لحد الان، ان انتشار الكلدان حول العالم جعلنا اقرب الى الانصهار والضمور اكثر من اي لحظة اخرى في التاريخ، لا سيما نحن الكلدان شعب سريع التقبل والامتزاج والتكيف مع المجتمعات والقوميات الاخرى. لهذا يجب ان يستمر التواصل بين ابناء شعبنا من خلال النشاط الكنسي- الروحي والاجتماعي والثقافي والرياضي وكل المجالات الاخرى.

     

    رابعا- التجديد امر لا مفر منه لكن!

    التجديد يفرض نفسه، والتجديد هو الذي خلق العولمة، وتياراتها الجارفة التي بدأت المجتمعات الضعيفة الفقيرة تغرق فيها. العولمة ليست سلبية لكن الفيضان المعرفي الذي انتجته احدث اضطرابات متزايدة عبرت حدود قابلية الانسان للتعاطي معها، حيث بدا يخنق الانسان من جراء المشاكل الاجتماعية التي فرضتها

     العولمة على المجتمع، بحيث لا تترك له فسحة يتنفس بسبب زيادة الحاجة او الملذات او مغريات الحياة غير الضرورية في اكثر الاحيان.

    فالتجديد امر لا مفر منه، لكن يجب السيطرة على بواباته (مفاتيح السيطرة)، كي لا يدمر هذا الفيضان المعرفي كل شيء، ويؤدي الى فقدان الانسان السيطرة على متطلبات حياته وبالتي ينقطع عن جذوره التاريخية اي من مجتمعه تماما.

     

    خامسا- حماية اللغة لانها رمز لروح اي امة

    الكلدان المعاصرون يجهلون اهمية اللغة ودورها في حماية هويتهم وارثهم الروحي والانساني. هناك خلط  كبير عند الكلدان بين الهوية الدينية التي يشترك فيها اي انسان مع ابناء اي قوم آخر في الفكر او الوجدان الروحي، لكن كمجتمع كلداني ذو بعد حضاري عريق لا يوجد حضارة اخرى تضاهي حضارة اجداده، يفتقد اليوم الاهتمام بلغته وثقافته وحضارته وتراثه وتقاليده. اللغة كما قلنا في كثير من المرات السابقة هي الروح  التي تسير في جسد اي امة حية، فاي امة تفقد لغتها تفقد روحها.

     

    هذه بعض اهم اولويات اضعها امام كل القراء بصورة عامة وامام اعضاء الرابطة الكلدانية حول العالم، نتمنى ان يعيد المثقفون اي كانوا النظر بهذه الاولويات، لان اندماج الكلدان مع الشعوب المحيطة بهم يجعل كنيستهم او ارثهم الروحي ايضا في محك الزوال لا سماح الله .

Viewing 1 post (of 1 total)
  • You must be logged in to reply to this topic.